Min menu

Pages

أخبار الرياضة

  • اليوم قصصت لصغيرتي"عايدة" شعراتها الطويلة،مسكت المقص بين يدي،أودع خصلاتها واحدة تلو أخرى!
  • كان المشهد مُربكا بالنسبة لي،لأنها أول مرة أضطر لذلك بهذا الحجر الصحي،كما أني تعودت عليه؛كأن كل شعرة منه إحدى كتاباتي!
  • لكن "عايدة" كانت هادئة، كزهرة تعرف أن تساقط أوراقها خريفا سيزيدها قوة بفصل ربيعي قادم ،أصرت كثيرا أن أقصه لها على هذا الشكل،خصوصا بعد ٱرتفاع درجة الحرارة، وإيمانها أن تكون مختلفة بالشعر القصير،لكنها ومع ذلك لم تكف عن مساءلتي طوال ٱنشغالي بشعراتها.
  • البنات عادة يمارسن عاطفة الحب حتى مع شعورهن المنسدلة، لكن صغيرتي كان لها هم آخر، تقول لي بإهتمام:
  • _ أبي كيف يمكن أن يصعد الأمير على شعري مثل "رابنزل" ؟
  • _أجيبها مبتسما لبراءتها:"لا تزالين صغيرة يا"عايدة"، وسرعان ما تصيرين صبية سيكون شعرك بطولك حينها،أما الأمير فلن يحتاج شعرك ليتسلقه إليك،بل تكفيه نظرة واحدة منك؛ليتسلق كل مستحيلات هذا العالم...!
  • قلت ذلك وأنا أتحرق غيرة أن يأتي يوم تسرق فيه أميرتي، لكني أصريتها في نفسي ولم أبدها لها، أما هي فقد كانت تضحك بخجل واضعة يديها على شفاهها المعسولة.
  • فجأة وأنا أتابع حديث صغيرتي وأهذب شعراتها،تذكرت حبيبتي" لجين"،هي الأخرى كنت كثيرا ما أمشط لها شعراتها،خصوصا بعد الغسل،آخذ عنها هذا الدور،لأنها تتعب من طولها،وتعقدها إن أهملتها،أتذكر بإحدى المرات،أني مازحتها بمقص،وقلت بمكر،"سأريحك منها"
  • فكانت تولول هاربة مني،موقعة الأشياء من حولها،وصارخة بوجهي" حبيبي...لا تلمس صغاري"!
  • كانت تعتبر شعرها الطويل كالروح،تتناغم به ويتكامل بلمسات أصابعها،وكان بالنسبة لي كفراشي الليلي ألتحفه غطاء في شدة البرد،أو أشمه زهرا ،لأدوخ في سحر جمالها الناعس!
  • فكرت طويلا،ماذا لو كانت هنا،ورأت كيف قصصت لصغيرتنا شعرها،أتوقع يا سادة أنها ستكون كباقي الأمهات،يكرهن قص الشعر؟ومن وسواسهن به،لا يبتعن مقصا داخل البيوت، خاصة أن حبيبتي ريفية،لم تستطع الحضارة أن تُملي عليها آخر صيحات المودا!
  • لكني فعلت ذلك، لأن "عايدة"لا تزال صغيرة، وسيساعدها ذلك على تقوية شعرها بمرور الزمن،وربما حينها وبحضور حبيبتي، كُنت سأباشر هذه المهمة خفية عنها،لأن الربيع بحاجة لبذر وتهذيب منظم!

Comments