- خلق الله البنات بصندوق أسرار؛ وطموحات تفوق واقعهن المعاش؛يشكلن من الورد أظفارا،ومن أسلاك الحديد مجوهرات،يهتمن دائما بأصغر التفاصيل،كأنهن رسولات دعاية لخزينة الخيال!
- اليوم،وبينما كنت أمتطي كتابا أبحر فيه بعيدا على سطح مكتبي، أحضرت لي صغيرتي"عايدة" هذا الصندوق المليء بالأساور؛وضعته أمامي وهي تقول :"حين أكبر يا أبي سأبيع هذه المجوهرات لأشتري بها مدينة ألعاب كبيرة لكل الصغار !"
- إنفتحت عيناي متلونة بالدهشة، وقلت بفاه مفتوح: " يبدو هذا الحلم عظيما يا صغيرتي،وهل هذه الأساور حقيقية ؟!
- دستها إلى صدرها كأنها تحتضنها": نعم يا أبي فهي أساور من ذهب أحضرتها لي جدتي من الحج!
- أجلستها بحجري مؤكدا لها أنها ليست من ذهب؛ لكنها أثمن شيء حصلت عليه بحياتي!
- لم تكن تأبه لما أقوله،إبتسامتها
ممزوجة برؤى لا يمكنني ٱلتقاطها، كأنها تحلم،أو تغيب مجددا في سرب من خيال، مقتنعة تماما أن صندوقها مليء بالذهب؛وأنها ستحقق به كل أمنياتها ! - فجأة سألتها: " كيف وجدت فكرة مدينة الملاهي يا حلوتي"؟
- أجابت وهي خاشعة في صندوقها:" مثل "سالي" يا أبي؛ فهي أعطت أموالها للصغار الفقراء بالهند؛ وصارت أميرة الماس"!
- أدهشني فهمها الناصع بالطفولة؛وربطها
المثير بين الواقع والخيال؛ فهي تعرف بالفطرة، أن زكاة الحب تحصد الذهب؛ وأن ما يُهدى يضاعف سعادة من عطاء! - لذلك قلت لها :وكم ثمن الإسوارة الواحدة ؟
- أجابتني بعفوية : ثلاثة دراهم يا أبي!
- حنحنت مبتسما: لهذا ستصيرين أغنى الأغنياء يا قطعتي!
- وختاما: أوصيكم يا سادة أن تعتنوا بالمؤنسات الغاليات؛فهن هدايا الله التي لا يؤتاها إلا المرحومون!
- فلا تبخلوا بالحب؛كي ترزقوا بناتا من ذهب، لا تبهتهن أطماع الحياة!
Comments
Post a Comment