Min menu

Pages

أخبار الرياضة

إنها المرة التي التي تخفي عني صغيرتي

إنها المرة التي التي تخفي عني صغيرتي فيها سرا مجهولا !
إنشغلت هذا المساء في غرفتها، تجلس وحيدة بين ركام الألعاب والدمى، كلما ناديتها لترافق جلستي بعد الإفطار، تباطأت عني وهي تقول:" سآتي بعد قليل يا أبي"!
لفحني الفضول لمعرفة ما تقوم به قرابة نصف ساعة من الزمن، لذلك تسللت إلى الباب أنظر من ثقبه إليها، كانت تجلس أرضا ممسكة قلما وورقة،كأنها تدون سرا،لم يكن ذاك دفتر دروس العربية، و لا يشبه الذي ترسم فيه الورد والقلوب...!
تساءلت في نفسي؛فلم أجد جوابا كاملا، لذلك عدت إلى مكاني دون أن تلحظني،أنتظر منها أن تخبرني بأمره، مرت لحظات وأنا جالس أمام التلفاز وفكري لا يتوقف عن الشرود في ألغاز صغيرتي!
وبهدوء كريشة تعوم في هواء بارد ، سقطت بحجري مدعية أنها تخيفني، قفزت بدوري ممثلا الرعب،ثم باشرتها من فوري:
_ ماذا كنت تفعلين يا حلوتي!؟
_ تهربت بناظريها إلى السقف،بدا عليها الإرتباك والتوتر، ثم قالت: " كنت أكتب يا أبي"!
تشيظ بداخلي حريق من الأسئلة، ليس من عادتها أن تتوقف عند هذا الحد، بل تحكي لي قصة ما تكتبه أو تريني إياه على الورق، قرأت في تصرفها الصدود؛ فٱمتنعت عن إحراجها حتى لا يصل الوضع الى الكذب...!
وإلى أن ٱشتد الليل و إستسلمت للنوم بين ذراعاي، حملتها إل سريرها، ثم بحثت عن تلك المذكرة الغريبة التي لم أرها من قبل، لم تكن على سطح مكتبها، ولا بين قصصها المصورة، بل وجدتها بصعوبة؛في الدولاب تحت ملابسها؛ مغلفة بثوب إحدى دمياتها، إرتعشت يداي، لأني لم أتعود سرا بيني وبينها، وسرعان ما حملته بين أناملي، كدت أن أفقد قلبي وسط صعقة المفاجأة!
المذكرة بعنوان : رسائل إلى أبي  أهدتها لها صديقتها أماني كي تصير كاتبة مشهورة كما تكتب بالمقدمة!
وجدتها عبارة عن يوميات،تكتب فيها كل ما نعيشه بطفولة وبراءة؛ وتختمها دوما بأنها تحبني وأني أكون صديقها المفضل!
إنسابت الدموع من عيني من فرط الحب،أعدت المذكرة حيث كانت،ثم سهرت عند رأسها ؛أقبلها بين عينيها وقد تهت في سحر هذه الملاك النائمة!
لقد صارت صغيرتي تكتب يومياتي معها،كما أكتب لكم بدوري يا سادة ، لأن الشجرة الحبلى بنُطف النسيم، يأتي ثمارها على شاكلتها في مواعدة الإلهام؛ومصادقة جذورها!
وأخيرا :امنحوا صغاركم تلك المساحة التي يحبونكم فيها بطرق مختلفة، أتركوا لهم أسرارهم وعالمهم النقي،ولا تتفقدوها إلا إيمانا بهم؛لا محاسبة وكثرة تأنيب!
دعوهم كالطيور،يحلقون خارج الأعشاش ليكتشفوا مشاعرهم؛ لكنهم حتما سيعودون لأحضانكم آخر الليل

Comments