Min menu

Pages

أخبار الرياضة

في الليلة الأخيرة

في الليلة الأخيرة التي ٱفترقنا فيها؛كانت تجلس بمحاذاة السرير؛ تتحسس بطنها المنتفخة؛ وتنظر إلي بخجل؛ كأنه لقاؤنا الأول!
ثمرة حبنا تعوم في رحمها وقد أكملت شهرها السابع؛لم تكن حبيبتي" لجين" على طبيعتها؛ بل عيناها تدور في السماء كأنها تتلقف نداء من مكان مرتفع!
يبدو عليها الغرابة؛نظرتها مصوبة بعيني كأنها تمتصني؛تتحجج بكل شيء لترتمي على صدري!
لم تكن تريد شيئا بتلك الليلة؛هادئة كغيمة تتبخر هطولا على أرض عطشى؛تطوي ملابس صغيرتنا " عايدة" داخل الحقيبة المخصصة للولادة.
أتذكر وقتها أني كنت متعبا بعد عودتي من العمل؛ أكلت آخر عشاء صنعته لي بيديها؛ كان عبارة عن مرق خاتر مع الفلفل الحار والخضر؛ شكرتها بقبلات متهورة؛ على خدها ويديها؛ معتاد أن أشاغبها؛ وكانت تلك الأولى التي لا تتدمر فيها من مشاكساتي؛ بل تشد ذقني قائلة لي:"حبيبي المشاغب"!
وحين أتى وقت النوم؛ رأيتها بغرفة طفلتنا؛ تبتسم لألوانها؛ للدمى والأشياء التي جهزتها بيديها؛ لم يمر يوم دون أن تلقي نظرة؛ لكنها أطالت هذه المرة؛ وبعد شرود أقفلت الباب!
وجدتني واقفا أنظر إليها؛ فجررتها مندفعا أني ٱشتقت إليها؛ وأني أغار عليها من كل شيء؛ من جلدها؛ ومن القميص الذي ترتديه؛ إستقويت عليها بعناقي؛ منفردا بها في غرفة نومنا؛ كنت كأي زوج لا يشبع من حلاله الطيب؛ أتحسس جسدها وروحي تنسال متشوفة لروحها؛ ندور في أرض الحب عراة من الحياة الموحشة؛ نركض إلى الصفر في حرارة مشاعر قصوى !
وإلى أن ذابت عيوننا من شدة التعب؛حشرت رأسي في صدرها؛ واضعا يدي على بطنها؛ وٱستسلمنا معا لهدوء لحظات قربنا!
لم نفق إلا عند صلاة الفجر؛دخلنا معا إلى الحمام نتشارك ذات السطل والمنشفة؛ وبعدها صلينا بجسدين وروح واحدة ؛ وكما نفعل دائما إلتوينا كغصن على غصن؛ إلى شروق الشمس!
لم أكن أتخيل أنها آخر ليلة لي مع حبيبتي؛ كنت كثيرا ما أصادف ذاك السؤال الذي يقول:" ماذا لو كانت آخر ساعة مع محبوبك!؟"
كنت أسخر منه لاعنا ذاك القلق الذي أراه تشاؤما !
بعد هذه السنين لا تزال هذه الليلة تتكرر؛ أعيشها كل يوم؛ إلا أني أرفض أن تنتهي؛كما أني لم أجد جوابا لرحيلها ؛لذلك أكتفي بمشاجرتها على الورق؛ وبنوبة حزن متقلبة أصرخ في غيابها:"لم رحلت حبيبتي

Comments