لا أعلم لماذا صرت أبلها، وكثيرا ما أجدني شارد الذهن لا أبالي بأي شيء يحدث حولي ،ربما لأني صرت مختلفا عن كل الأشخاص المتواجدين حولي، أو ربما لأني فقدت الرغبة في صداقة أحد أو حبه ،فحاسوبي هو الوحيد الذي بقي لي صديقا أمضي معه جل أوقاتي أو بالأحرى كلها ،وقع تغيير كبير ومفاجئ في حياتي ،أهذا يعني أني بدأت أنصج ،أم يعني أني أحاول فقط التعايش مع ما بي من أحزان وأحاول التناسي ،ربما أنا بحاجة إلى صديق ينصت لي ويهتم لقولي لكني للأسف على ما يبدو وحيد ،أظنني وجدت راحتي هكذا ،وأظنني تعيس والفرحة بدأت تبتعد وترحل عني ،لم أشك في الأمر للحظة كل ما فيه هو أني أتواجد بين مفترق الطرق ؛إما الوصول إلى قرارة الحقيقة ،وإما الإستمرار في السير إلى اللاوجهة، هكذا أنا تارة أجدني كشخص تجاوز الأربعين يسدي النصائح لغيره ويعطي المواعظ ، وتارة أجدني كطفل لم يتجاوز الخامسة بعد يكفيه ليكون سعيدا أن يجد حضنا يأويه، تارة أضحك بهستيرية دون سبب وأتظاهر بالسعادة والمرح واللامبالاة ،وتارة أختلي بنفسي في غرفتي الصغيرة وأطلق العنان لدموعي لتنهال وبغزارة بعيدا عن أنظار الجميع ،مشاعري متضاربة جدا وبين هذا وذاك أجلس أنا حائراً وبئيسا أترقب حالتي دون تحريك ساكن كون الحياة أفقدتني الشغف في كل شيء ،وأردتني مجرد أبله يجوب شوارعها بحثا عن الحقيقة التي ربما لن يصل إليها ...
Comments
Post a Comment