قبل أيام تلقيت اتص تلقيت اتصالا من طلقيتي الا من طلقيتي ، كنت سأعتبره أمرا عاديا لو كانت علاقتنا قد انتهت بالتراضي ، لكن و قبل أن نغادر المحكمة كنت قد عقدت العزم على أن تلتقي سبلنا و لو من باب المصادفة .
لم أتخيل في يوم من الأيام أن يكون زواجي بالمرأة التي كنت أحب سيكون سببا لمعاناتي ، بعد أن كنت أعتقد أننا سنكون أسعد زوجين !طلبت مني أن نلتقي لأنها تحتاج مساعدتي ، بما أن زواجنا كان ثمرة علاقة حب دامت لخمس سنوات فإنني لم أتردد في تلبية طلبها و الذهاب إلى نفس المكان الذي اعتدنا اللقاء به و الذي شهد الكثير من ذكرياتنا .
اخترت نفس الطاولة المنعزلة بالشرفة حيث تعودت الجلوس برفقتها و التي تطل على البحر الشاسع ، كنت أحاول الاختلاء بنفسي قبل قدومها كي أنسى كل ما حصل بيننا من مشاكل لم تنتهي رغم انتهاء علاقتنا .
بعد لحظات صمت عقبت القائها للتحية وجدتني غير قادر على أخذ المبادرة و سؤالها عن السبب الذي جعلها تفكر في أنا بالضبط ؟ و فيما يمكنني مساعدتها ...
ثم بدأت فجأة تحكي بحرقة و دموعها تسبقها ، كانت تخبرني عن ندمها لما بدر منها ، عن العلاقة الفاشلة التي عاشتها بعد فراقنا و أشياء كثيرة ، وجدتني غير قادر على استيعابها !
لم يكن مرد ذلك لعدم اهتمامي بما تحكيه و إنما لكوني كنت ضحية صراع مرير بين عقل يأمرني بالمغادرة دون أسف لأنه و قبل سنتين كانت تصرخ وسط المنزل طالبة مني تطليقها بدعوى عدم قدرتي على تحمل المسؤولية ، نفس المرأة التي دفعت مصاريف باهضة لمحاميها كي تتخلص مني كما صرحت بذلك . فيما كان قلبي ينزف دما و هو يتذكر هذا الوجه الذي كان يجعله يرى الحياة بلون الزهور ، نفس الشفاه التي كانت تعد بالوفاء و نفس المرأة التي أقسمت على أن نبقى معا حتى آخر نفس .
نهضت من مكاني ، اقتربت منها و أنا أحاول الصمود في وجه هذا السيل من الذكريات الجميلة و حتى الحزينة و بأنامل مرتجفة ربت على كتفها ، تشبتت كفها بكفي و لثمتها بشفاه غارقة في العبرات .
حين حانت لحظة الفراق ، كنت غير قادر على اتخاذ قراري !
جزء مني يهفو إليها ، فأنا و منذ طلقتها لم تستطع امرأة غيرها أن تجعلني أسلمها مفاتيح قلبي و الجزء الآخر كان ما يزال تحت تأثير ما وقع فبعض الجروح قد يساعدنا الزمن على نسيانها لكنه لا يستطيع مساعدتنا على تقطيبها ...
ألقيت نظرة خاطفة على جديلتها الجميلة و محياها الذي تعلوه مسحة من الأسى ، ثم أمسكت يدها كي نجتاز ذلك الشارع من نفس الممر الذي شهد أول لقاءاتنا .
Comments
Post a Comment