لقد راودني شعور غريب هذا الصباح
فرغم أن الأسبوع الماضي كنت آتي للمقهى مع الرفاق .. إلا أن احساسي اليوم كان يخبرني أنك ستجلس وحيدا هذا اليوم ..!! شئت أم أبيت .. أرجوكم لا تسألوني عن أحاسيسي هاته، فلا أذكر أن مرة قد أخطأ قلبي في الإحساس بشيء ما .. وأشكر الله على هذه البصيرة .. لقد كان يخبرني إحساسي أن اليوم ليس يوم اللعب مع الأصدقاء أو التحدث في كذا وكذا .. بل اليوم يوم التفكير والكتابة .. أقصد الثرثرة .. جئت وجلست هاهنا حيث ترون .. والشتاء يهطل خارجا بشكل منتضم .. الغريب هنا أني أنا الأصغر سنا .. والأكبر مني في عمر الثلاثين .. نعم إنه مقهى للكبار أصحاب الضامة والدومينوا وأوراق اللعب .. ولا وجود للشباب هنا .. لهذا أحبها .. حسنا دعونا من كل هذا ولنتطرق لشيء آخر .. هل نتكلم على تلكم القهوة أم ما يحتويه ذاك الكيس .. أم نتطرق للأحاسيس أم نذهب للكلام عن الرفاق .. فكل في عمله ودراسته .. وأنا هاهنا أثرثر .. أهكذا كان مقدرا لي ..؟ لما لا أكون مكان أحدهم ويكون أحدهم مكاني ..؟ ألأني أنا الثرثار في هذا المحيط ..؟ أم لأن كل واحد وجد عمله ومكانه إلا أنا لم أجد شيءا ولا أجيد شيءا غير الثرثرة .. وما المشكلة في ذلك ..!! إن الثرثرة تحتاج لأهلها وأنا أهل لها .. بل إني لست أنا من اشتاق للكلمات بأن يكتبها .. بل هي من لم تجد من يجيد استعمالها .. أرأيتم، إن العالم يسير كما يجب أن يكون .. كلٌ في مكانه .. بسلاسة كسلاسة هطول المطر خارجا .. فلو أني مكان أحدهم ما كتبت .. ولو أن رفيقا هاهنا معي ما ثرثرت .. ولو أني أكملت الثرثرة ما توقفت .. ولو أني ما توقفت فستهتك عيونكم التي أحبها .. بسبب الهواتف اللعينة طبعا .. لكني أشكر الهواتف لأنها تجعل الثرثرة تصل سريعا .. فمنكم من سيقرأ والقهوة لازالت ساخنة أمامي .. اه لقد سهيت عليها .. إنها على وشك أن تبرد وأنا لازلت أثرثر .. والكيس ..؟ إنه شيء لذيذ
Comments
Post a Comment