كان يأمل أن تصير حياته أفضل مما هي عليه اليوم؛ أنه سيصبح أكثر تحررا وجاذبية أمام الناس لما سيحققه له المال الذي جناه على مر السنين من رفاه في العيش واعتدال في النفس، لكن كان لزوجته رأي آخر، فلقد كانت الآمر الناهي في البيت، تسيره كيفما أرادت كالخاتم في اصبعها؛ افعل كذا ولا تفعل كذا، توبخه لأتفه الأسباب وأمام الناس أيضا. كان لطيفا معها يعاملها بالمودة لأنها زوجته وهو بعد لم يضرب امرأة قط في حياته ولم يصرخ في وجهها حتى.. لقد فقد امه وهو طفل صغير وكان يأمل أن تكون زوجته الحنان والعطف والسند المعنوي الذي لا يعرف منه إلا آثارا في صدره غير واضحة المعالم..
كانت تراقب تحركاته، بها شيء من الغيرة المرضية، تقرأ رسائله الخاصة وتتدخل في شؤون عيادته وزبائنه المرضى..
وفي المساء تطلب منه أن يبقى بجانبها لتطرد وحدتها؛ تسرد عليه قائمة مشتريات الغد وهي تحدثه عن مشاكلها التي تزيد من وحشته.. ثم قبل أن تنام تأمره بأن يعد لها دواءها المعتاد وتطالبه بمزيد من الحب والاهتمام..
كان يجلس بالمقهى وحيدا وصورة زوجته تعكر مزاجه.. إلا أنه حين يأتيه النادل بقهوته؛ ينساها هنيهة وبعض السرور باد على وجهه..
Comments
Post a Comment